محتوى الموضوع
ما هي انواع العبادات القولية وخصائصها وفضلها
لا يستطيع الكثير منا التفرقة بين العبادات القولية والبدنية والقلبية، وفي التقرير التالي سنتعرف على انواع العبادات القولية ، وأفضل العبادات التى تقربنا إلى الله فى تلك الأيام المباركة، ومنها الأذكار التى تنير القلب واللسان مثل أذكار الصباح والمساء.
ما هي العبادات القولية:
العبادات القولية هي التي تتعلق باللسان، وهي متعددة جدا وكثيرة، وأهمها الدعاء؛ ويؤدي المؤمن عبادات ظاهرة وباطنة قولية وعملية وتكون لديه نية التقرب إلى الله عز وجل، ومنها:
- شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، فالنطق بالشهادتين أحد العبادات القولية الهامة.
- كثرة الدُّعاء.
- قرأه وتلاوة القرآن الكريم؛ لآن في قراءته بركة وسبب للرفعة للمؤمن في الدنيا والآخرة.
- والدّعوة والنّصيحة.
ربما تفيدك قراءة: أفضل أنواع العبادات في رمضان
انواع العبادة القولية:
كما ذكرنا من قبل أقسام العبادة القولية والتي نشرحها كالآتي:
- الدعاء وهو قسمان:
- دعاءُ ثناءٍ: وهو أن يقوم العبد بذكر الله عز وجل بأسمائه الحسني وذكر صفاته العليا، وأن يكون ذكر الله غير مقترن بطلب حاجة من طلبات المؤمن بالدنين أو الآخرة.
- دعاء ثناء وطلبٍ: وهنا يرفع المؤمن يديه بالدعاء ويسأل الله عز وجل بأسمائه الحسني وذكر صفاته العليا بالدعاء بسبب حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لدي العبد، فيقول الله عز وجل في سورة [الأعراف: 55، 56]: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
2- الذكر: الذكر من العبادات القولية فيقول الله تعالى في سورة [البقرة: 152] ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾، ونجد أن الذكر من العبادات التي تجمع بيت العبادة القلبية والعبادة القولية لذلك نجده من أفضل أنواع العبادات وأفضلها.
- التسمية: وهنا يذكر العبد اسم الله تعالي وحده عند بداية الأعمال والأقوال؛ فالاستعانة باسم الله تعالي هو تبركاً به، والتسمية من ضمن أفضل أنواع العبادات.
- الاستعاذة: أمرنا الله تعالي بأن نستعيذ به عند قراءة وتلاوة القرآن فقال في سورة [النحل: 98] ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾، وهو الأمر الذى أكد عليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ المؤمن بالله من همزات وسواس الشياطين وحضورها.
- الاستغاثة: يطلب المؤمن الاستغاثة والنجدة من الله تعالى فلا يصح أن يستغيب بغير الله في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله سبحانه؛ وقيام المؤمن بغير ذلك فهو شرك؛ ولكن طلب الغوث والنجد من العباد فيما يقدرون عليه ليس شركاً فيقول الله تعالي في سورة القصص على لسان سيدنا موسي – عليه السلام – : ﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾.
- الاستعانة: يطلب العبد العون لقضاء حاجة، أو للخروج من محنة يمر بها، وهي أحد أشكال الدعاء والاستغاثة.
- الحلف: يذكر العديد من العباد عندما يؤدون القسم بأسماء وصفات لغير الله، وهو أمر لا يصح فالقسم يكون لله تعالي او باسم من اسمائه أو صفاته.
ربما تفيدك قراءة : انواع العبادة في الاسلام.. لا تقصر في أي منها
أفضل أنواع العبادات
العبد يؤدي ما عليه من عبادات لآن الله تعالى واجب العبودية، وهو بذلك يكون يقتدي بنهج الأنبياء والرسل – عليهم السلام-، وخاصة الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- الذي أمره الله بعبادته فقال: (وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ)، كما أن جميع المخلوقات والملائكة لا ينقطعون عن عبادة وذكر رب العالمين، فيقول الله ليوصف حالهم:” (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ)، وقد تم تعريف معني العبادة في اللغة والاصطلاح الشرعي بما يأتي:
العبادة في اللغة: هي الخضوع والتذلل للغير دون الله تعالي، وهو غير جائز وتستعمل العبادة بمعنى الطاعة.
العبادة اصطلاحا: تعرف العبادة الشرعية بأنها الخضوع لله تعالى، والتقرب إليه وما شرع الله، وعرف شيخ الإسلام ابن تيمية العبادة على بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله -تعالى- وما يرضاه من قول وفعل، سواء كان ظاهرا أو باطنا، وتعريف العبادة وانواعها مثل العبادة الظاهرة: الصلاة، والزكاة، والعبادة الباطنة مثل : حب الله ورسوله، والخوف من عذابه.
ومن خصائص العبادات:
المفروض منها: قسم الله تعالي العبادات إلى مفروض منه ومندوب وهي قليلة جدا عن فلها الإنسان العادي فيقوم بها دون اي تعب، مثل القيام بالصلاة خمس فروض في اليوم ولكن ثوابها كثير.
مراعاة التيسير في أداء مجالات العبادة: رغم بساطة العبادات وقدرته الإنسان على فعلها الا أن الله رخص في أداء العبادات إذا طرأت أحوال بين الإنسان والعبادات مثل المسافر يمكنه أن يؤدي الصلاة جمعا وقصرا.
الثبات: العبادات توفيقية أي ليست فيها اجتهادات، بل هي كما ذكرت في كتاب الله والسنة النبوية الشريفة.
ربما تفيدك قراءة : أقسام العبادة و الأولويات في الإسلام
العبادات واثرها
وإذا كنت تتساءل ما هي روح العبادة؟ الإجابة أن يرجع مفهوم ومعني العبادة في الأصل إلى كل ما يحبه الله عز وجل من أقوال وأفعال ما بطن منها وما ظهر، وتنقسم أنواع العبادات إلى واجبة ومستحبة، والتي تنقسم إلى عبادات لسانية وقلبية وبدينة، فقد أستحق الله- تعالى- العبادة لأنه هو الخالق الوحيد للكون وما فيه، وهنا يظهر المقصد من العبادة، والمغزى من خلق الإنسان، ولكن مع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين، فلو أن أهل الكون جميعاً عبدوه فما زاد من ملكه شيئاً، ولو كلهم قاموا بالأعراض عن عبادته، فهذا لا ينقص من ملك الله شيئاً، ومع ذلك فإن العبادة حق على جميع، فيقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- في حديث شريف سأل معاذ بن جبل- رضي الله عنه- فقال: (هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعاذُ بنَ جَبَلٍ قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ إذا فَعَلُوهُ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِهُمْ).
ومن أثر العبادات في بناء الشخصية المسلمة، انها تنجيه من عذاب الله وناره، وتدخله الجنة، ويحصل العبد على رضا الرحمن فقط، وأن إفراد العبد في عبادة الله تعالي، وأداءه الحق لربه، يحقق للإنسان الانسجام والتناغم مع جميع مفردات الكون الذى أختار أن يطيع ويخضع لله تعالى، ويقول الله تعالى في كتابه الكريم:” (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).
ربما تفيدك قراءة : أنواع العبادة والغاية منها
وتشمل أنواع العبادات الإسلامية لله عز وجل على الكثير من أنواع العبادات، منها:
العبادات الاعتقادية أو القلبية: وهي تتعلق بكل ما يعتقده الإنسان بالله غز وجل، من أنه الواحد، هو القادر على كل شيء، النافع المضر، هذه العبادة مفيدة في توجيه القلب لله عز وجل.
انواع العبادات القولية أو اللسانية: تختص العبادة بذكر الله تعالي باستخدام اللسان، وأول العبادات نطق المسلم للشهادتين، وكذلك تلاوة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، ونصح الناس بالخير.
العبادات البدنية: وهذه العبادة لها أشكال كثيرة جدا، وأهمها الصلاة، والصوم، والحج بيت الله، والجهاد في سبيل الله، وغيرها من العبادات التي تستحق لوجه الله تعالي وذكرت في فقه العبادات المصور .
العبادات المالية: وهي من خلال إنفاق المال في وجهه الله، وأداء حق لله تعالي، كالزكاة وهي أحد انواع العبادات في رمضان.
العبادات المركبة: وهي تتكون من أكثر من نوع من أنواع العبادات، كالحج.
عبادة ذاتية: وهى عبادة منفعة مثل قراءة القرآن وهو احب العبادات لله فقد قال رسول الله (أفضلُ عبادةِ أمتي قراءةُ القرآنِ)، وكذلك أذكار المسلم.
عبادة كونية: تعني خضوع الأنسان لأمر الله تعالى الكوني، ويشامل هذا الخضوع جميع الخلائق، كما قال تعالى(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً).
عبادة شرعية: تعني خضوع الإنسان لأمر الله الشرعي، وهي خاصة بمن اتبع الرسل والأنبياء، وإطاعة الله، كما ذكر في كتابه الكريم قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
في النهاية نجد أن الذكر من العبادات القولية الهامة في حياة المؤمن فهو روح العبادة وأفضلها عند الله سبحانه وتعالى، وهو من العبادات التي حثنا الرسول – صلي الله عليه وسلم- بفعلها دائما.