محتوى الموضوع
العبادات
العبادات هي المقصد من خلق الإنسان، وهي تفسير لسر وجوده في الحياة، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، فقد أودع الله في الإنسان العقل، وفضله به على سائر المخلوقات في الأرض، وترك له حرية الاختيار، وهذا ما أهله ليكون خليفة الله في الأرض، وأول واجبات الخليفة أن يعرف ربه، ويقر بأنه خالقه، ورازقه، ويعبده حتى يأتيه اليقين.
العبادات في رمضان
أفضل الأعمال إلى الله في شهر رمضان الدعاء وذكر الله عز وجل وقراءة القرآن والصدقة والاعتكاف.
ذكر الله عز وجل من افضل العبادات
ذكر الله من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وخاصة في رمضان لأنه المقصود من تشريع العبادات فالعبادات.
قال عز وجل: (فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، وقد ذهب العلماء إلى أن ذكر الله هو أفضل ما يشغل به الإنسان نفسه، وقد جاءت الكثير من الأدلة التي تبين فضل الذكر، كقوله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
ربما تفيدك قراءة : انواع العبادة في الاسلام.. لا تقصر في أي منها
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: (ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم، فتضربوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذِكرُ اللهِ).
وأفضل الأذكار هي الأذكار الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام في الأوقات والأماكن المحددة، كالذكر الوارد وقت الاستيقاظ، وعند دخول المسجد، والالتزام بالأذكار بشكل عام وفي كل وقت، ومن الفوائد التي ذكرها العلماء للذكر: أنه سبب لنيل رضا الله سبحانه وتعالى ومحبته والقرب منه، وهو سبب لطرد الشياطين، وإزالة الهم والغم، ومحو السيئات، كما أنه من أسهل العبادات، وأقلها مشقة.
وضح النبي عليه الصلاة والسلام أن قراءة الحرف الواحد من القرآن تعدل عشر حسنات، لأنه كلام الله تعالى فقال: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ)
ربما تفيدك قراءة : أنواع العبادة.. مقال يسهل عليك الصالحات
وبهذا يكون عدد هذه الحسنات كبيراً جداً ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من قراءة القرآن الكريم، وخاصة في رمضان، وكان جبريل عليه السلام يقرئ النبي القرآن في كل سنة مرة واحدة، وفي السنة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم عرضه جبريل مرتين، ويمكن للمسلم أن يجعل له عدداً خاصاً من الصفحات، أو الأجزاء يقرؤها كل يوم في رمضان؛ لينظم تلاوته للقرآن بشكل يومي.
الصدقة من افضل العبادات في رمضان
الصدقة من الأسباب التي تؤدي إلى قبول العمل والعبادة عند الله، ومضاعفة الأجر والثواب لصاحبها الذي يظل في ظلها يوم القيامة أيضاً، فيحرص المسلم على أدائها في رمضان، ويتحرى أن يكون له مقدار من الصدقة بشكل يومي في رمضان، وأن يؤديها بعيداً عن أعين الناس لكي تكون خبيئة وسر بينه وبين الله تعالى، فقد جاء عن بعض الصحابة أنهم كانوا يتحسسون بيوت الفقراء والمساكين ليؤدوا الصدقة إليهم.
ربما تفيدك قراءة : أنواع العبادة والغاية منها
الإعتكاف وهو من العبادات المباحة
يسن للمسلم الإعتكاف في شهر رمضان، وخاصة في العشر الأواخر منه؛ لما فيه من صيانة للنفس عن النواهي، وحثها على الطاعات، متحرياً لليلة القدر، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته السيدة عائشة رضي الله عنها (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ)، ويجوز الاعتكاف في كل وقت، إلا أنه يكون أكيداً في رمضان بشكل عام، ويتأكد في العشر الأواخر منه بشكل خاص؛ لما روي عن أبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إني كنت أُجاور هذه العَشْرَ ثمَّ بدا لي أنْ أُجاوِرَ هذه العَشْرَ الأواخرَ ومَن كان اعتكَف معي فليلبَثْ في معتكَفِه).
ربما تفيدك قراءة : أقسام العبادة و الأولويات في الإسلام
العبادات القلبية
العبادات القلبية هي العبادات التي تتعلق بقلب الإنسان من الاعتقاد والتوكل والخشية والإنابة والإخلاص وغير ذلك من العبادات التي تنبعث من القلب وهذه العبادات ليست ثقيلة، وإن ظهرت آثارها على الجوارح إلا أنها تنسب إلى القلب باعتباره مبعثها، وهي ناشئة منه، وهي لا تقبل النيابة، كيف تقبل النيابة: النية عن فلان، أو الإخلاص عن فلان، أو التوكل على الله عن فلان؟! فهذه لا تقبل النيابة، وإذا قبلت الأعمال البدنية النيابة فإن الأعمال القلبية لا تقبل إلا إذا كانت تابعة لأعمال بدنية، كالنية في الحج مثلاً، حيث يَنوي الحج عن فلان؛ لأن هذه العبادة عبادة في الأصل بدنية تقبل النيابة، ومالية تقبل النيابة، فيتبعها النية عن فلان، ويثبت تبعًا ما لا يثبت استقلالاً.
عبادات في الاسلام
لقد خلق الله تبارك وتعالى الإنسان لمهمة عظيمة تتجلى في عبادته سبحانه وتعالى وعدم الإشراك به، مصداقاً لقوله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: “وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون”.
والعبادات الأربعة التي كلف بها المسلم في هذه الحياة الدنيا وهي الصلاة والزكاة والصوم والحج تشكل بالإضافة إلى الشهادتين أركان الإسلام كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، وصوم رمضان”.
والناظر إلى فقه العبادات يلاحظ تنوعها، فمنها عبادات بدنية محضة كفريضتي الصلاة والصوم، ومنها عبادات مالية محضة كفريضة الزكاة، ومنها عبادات تجمع ما بين البدن والمال كفريضة الحج.
كما يلاحظ المتأمل في هذه العبادات أن منها ما هو متكرر كل يوم كما هو الحال في فريضة الصلاة التي يؤديها المسلم المكلف خمس مرات في اليوم والليلة، ومنها ما يتكرر كل عام كعبادتي الزكاة والصوم، ومنها ما لا يتكرر في العمر إلا مرة واحدة كفريضة الحج، والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع”.
ربما تفيدك قراءة : أفضل أنواع العبادات في رمضان
وهذه مجالات العبادات بأنواعها المختلفة هي في حدود استطاعة الإنسان العادي، لأنها مبنية على اليسر والسعة لا على العسر والمشقة والحرج، لقوله تعالى في كتابه الكريم: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (البقرة: 185) وقوله تعالى: لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها (البقرة: 286).
وتكليف المسلم بهذه العبادات على اختلاف أنواعها إنما جاء لمصلحته ومصلحة مجتمعه، لأن الله سبحانه وتعالى لا يعود عليه من عبادة العابدين شيء، لأنه عز وجل غني عن العالمين وهذا من فقه العبادات الصلاة.
ففي فريضة الصلاة يقول سبحانه وتعالى: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (العنكبوت: 45).
وفي الزكاة يقول سبحانه وتعالى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” (التوبة: 103)، وفي الصوم يقول تبارك وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (البقرة: 183).
وفي الحج يقول الله عزّ وجلّ: (وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم) (الحج :27-28).
وأخيرا ننصح بقراءة كتاب فقه العبادات لمزيد من التفكر والتأمل في العبادات وللقيام بتلك العبادات سواء في الأيام العادية أو في رمضان.