انواع العبادة الظاهرة والباطنة

انواع العبادة الظاهرة والباطنة.. راقب قلبك وجوارحك

 انواع العبادة الظاهرة والباطنة

 

قبل أن نشرع بأنواع العبادات، وجدنا مقالاً مميزاً للكاتب (شادي سليم)، من أجمل ما قرأت حول (العبادات الذكيّة)

فأحببت أن أضع لكم جانباً من هذا المقال في البداية، حبّاً مني لكم أن تستفيدوا منه كما استفدت أنا منه:

في سحر أحد اللّيالي، بوقتٍ مستجاب الدّعاء، خاطبتُ ربّي قائلاً: يا الله: إنّ الحياة صعبة ! وإنّي أريد أن تدلّني على عبادة من نوع خاص تُناسب وضعي

 

يا الله

إنّ الحياة صعبة

مع زوجي.. مشاكلي لا تنتهي

أثناء تربية أبنائي.. أصل معهم لمرحلة العجز، وعدم قدرتي على التأثير فيهم بالشكل المطلوب، وأنظر لهم طوال الوقت بقلب دامي، وهم مستمرّون في عوجهم.. ويزيدُ نزيف قلبي عندما لا أستطيع إقناع شريك حياتي، تجاه المسلّمات التي يجب أن نراعيها في تربيتهم، فيكون في وادي، وأنا في وادي.. والأبناء يغرقون في وادٍ آخر !

في عملي.. تتكرّر مشاكلي مع مديري، زملائي، عملائي… فيُضيف ذلك عبئاً فوق عبء حياتي الزوجيّة والتربويّة 🥺

مع معارفي.. لا أحقّق معهم الانسجام الكافي، والتناغم الشافي، ولا أجد منهم الصّدر الدافي، الذي يفهمني ويتقبّلني كما أنا، ويحبني بشكل حقيقي، ويفتح صدره لي ليؤوي نفسيّتي المُثخنة بتلك الجراح.

فأنا كائنٌ اجتماعي، لا أستطيع أن انعزل عن النّاس، لا سيّما وأنّني أحاول أن أفرّج عن ضيقي وأنفّس عن نفسي معهم، وليس هناك بدٌّ من علاقتي معهم، لكنّني أنكوي بنارهم عند الاقتراب منهم !

 

تصاعدت زفرتي وارتفع صوتي: يا الله

إن أسهم هذه المشاكل تخترقني من كل تلك الجبهات، بشكل متكرّر لا ينتهي، فتقهرني وتُضعفني، وتُتعب نفسيّتي، وتُحبطني.. حتّى أخرّ صريعاً في براثن حالة نفسيّة صعبة في بعض الأحيان.

ألم تشرع لنا عبادة يا الله، اتقرّب بها إليك، وبنفس الوقت تُنقذني من كل هذه المشاكل، أو تخفّفها عنّي على الأقل؟ فقد أرهقتني كثيراً !

 

عبادةً تُساعدني على حُسن تربية أبنائي.. فتقرّ عيني بهم دنيويّاً، ويسهل علي القيام بمسؤوليتي الصعبة تجاههم بهذا الزمن الصعب.. ويدعوا لي بعد انتهاء حياتي فيمتدّ أجري بعد مماتي؟

 

تساعدني على أن أطبّق وصيّة النبي صلى الله عليه وسلم – خيركم خيركم لأهله – فتكون هذه العبادة مساعدة لي على تحقيق حياة زوجيّة هانئة سعيدة نرجو طاعتك ونقوم بواجبنا الديني “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته” فنقوم بمسؤوليتنا تجاه أبنائنا على أكمل وجه؟

وأيضاً تساعدني على الانخراط مع معارفي بشكل يقلّل مشاكلي معهم، ويزيد من حبّهم لي وقبولهم لشخصيّتي؟

 

فوصلت إلى عبادة تحقّق لي ذلك كله، وهذه العبادة هي… (لإكمال المقال اضغط هنا)

 

***

والآن نعود لأصل مقالنا:

العبادة هي طريق تزكية النفس، وبلوغها درجات التقوى، وقد خلق الله الخلق لعبادته، وأرسل الرسل يدعون إلى توحيد الله وعبادته سبحانه، قال عز وجل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} والعبادة تشمل جميع أعمال المرء الإرادية، وسنطرق لشرح انواع العبادة الظاهرة والباطنة وقد عرفها الإمام ابن تيمية رحمه الله بقوله: “العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة”.

ما هي العبادات في الاسلام
ما هي العبادات في الاسلام

ما هي العبادات في الاسلام

العبادة في الشرع هي كل عمل يجمع كمال الخضوع والمحبة، والخشية لله تعالى، يقول ابن تيمية والعبادة: أصل معناها الذل، والعبادة تجمع أصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع.

والعبادة التي قصد إليها الشرع، والتي تعلى الإنسان وتشرفه، وترفع من قدره ومكانته، وتجعله يحس بإنسانيته وكرامته، هي العبادات الواجبة تلك التي تجمع بين الخضوع لله تعالى، والمحبة له، والخشية منه، وكلما اكتملت هذه المعاني في عبد كان أقرب إلى ربه، وأكرم عليه من غيره، وأحق بالأمانة في الدين، وقيادة المتقين، والحديث عن رب العالمين.

وأساس الخضوع لله هو أصل العبادة: وهو الإحساس الصادق بهيبته وعظمته، وسلطانه وقدرته، وأنه المعطي المانع، الضار النافع، المحيي المميت، الخافض الرافع، المعز المذل، السميع البصير، الغني عن كل ما سواه، والمحتاج إليه جميع ما عداه.

 

ربما تفيدك قراءة:مفهوم العبادة الروحية عند السلف

مفهوم العبادة في الإسلام وخصائصها

يؤدي المسلم واجب العبودية لله، كما قال تعالى (وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ)، (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ).

وقد عرفت العبادة باللغة والاصطلاح الشرعي بما يأتي:

العبادة لغة: هي الخضوع والتذلل للغير بقصد التعظيم، وهو غير جائز إلا لله تعالى، كما تستعمل العبادة بمعنى الطاعة.

العبادة اصطلاحاً: هي الانقياد والخضوع لله تعالى، والتقرب إليه وما شرع من محبته.

وعرف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العبادة بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال، ظاهرة أو باطنة.

والعبادة الظاهرة مثل: الصلاة، والزكاة، والحج، والدعاء، والذكر، وبر الوالدين، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وكل هذه أمثلة على أفضل الطاعات.

العبادة الباطنة مثل: حُب الله ورسوله، والخوف من عذابه ، والرجاء لرحمته، والتوكل عليه، وشكره، والصبر على أحكامه، والرضا بقضائه. وعبادة الله تشمل كل ما يتعلق بالدين وتشمل أركان الإيمان، وأركان الإسلام، ويدخل فيها معنى الإحسان.

أكد الإسلام على أن حياة الإنسان كلها عبادة لله، يقول الله تعالى: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ).

فالصلاة وهي من أحب العبادات لله، والمناسك تعتبر لون واحد من ألوان العبادة، والعبادة تأتي بمعنى أكثر شمولية لأنها تستغرق حياة الإنسان كلها، وعليه فكل أنشطة المسلم الحياتية هي عبادة لله تعالى، مما يعطي حياته معنى، وغاية، وهدف كل منهم متصل بالله سبحانه وتعالى انواع العبادة الظاهرة والباطنة .

 

خصائص العبادة:

يسر العبادة: أشار القرآن الكريم إلى أن الدين الذي ارتضاه الله للبشرية ليس فيه حرج، ولا مشقة على الناس، قال تعالى: (مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقال تعالى: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ)، وقال تعالى: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

التوازن في العبادة: ويعني أن لا يطغى جانب على جانب في العبادة؛ فلا يقتصر المسلم على العبادات البدنية من صلاة، وحج وإن كانت من أهم مجالات العبادات، وإنما يؤدي عبادات أخرى مهمة، كتعليم الناس الخير، والدعوة إلى الله، والنصيحة للمسلمين، ويلاحظ أن نفع هذه العبادات يتعدى صاحبها إلى غيره.

الشمول: عبودية الله تشمل العبادات القلبية من مَحبّة، وتعظيم، وغيرها، والعبادات القولية، مثل: النصيحة، وذكر الله، وغيرها، أي أن  العبادة نوعان كما تشمل الشعائر التعبدية من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج، وغيرها من النوافل، والطاعات، والصدقات، وتشمل الشرائع من اجتناب المحرمات، وإقامة الحدود، وهكذا فإن العبادة تشمل علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بغيره من البشر، كما تشمل حياة الإنسان في الدنيا، والقبر، والآخرة.

 

أركان العبادة

للعبادة أركان ثلاثة وهم:

الأول هو الإخلاص في العبادات المباحة: بأن يقصد العبد وجه ربه والدار الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، أنواع العبادة الظاهرة والباطنة  ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) وترك الإخلاص يبطل العبادة.

الثاني هو الصدق: الصدق في العزيمة بأن يبذل العبد جهده في امتثال أمر الله واجتناب نواهيه، والاستعداد للقائه، وترك العجز، وترك التكاسل عن طاعة الله.

 

امثلة على أركان العبادة

الثالث هو إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: فلا يعبد الله إلا وفق ما شرعه الله، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أما أن يعبد الناس ربهم بغير علم فهذه هي البدعة التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وذم فاعلها، وأخبر أن عمله ضلالة.

فقال: “كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”. وصاحب البدعة عمله مردود عليه غير مقبول منه.

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” وفي رواية لمسلم: ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”.

شروط صحة العبادة
شروط صحة العبادة

شروط صحة العبادة

حياة المؤمن كلها عبادة بهذين الشرطين:

الأول: أن تصح النية.

والثاني من شروط العبادة وقبولها: أن تكون العبادة موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

ولنا في سلفنا الصالح القدوة في التطبيق فهذا زيد الشامي يقول: “إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب”، وعن داوود الطائي قال: “رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية”.

 

ربما تفيدك قراءة:عبادات اللسان الفعلية.. 20 عبادة بسيطة أجرها كبير

 

وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “اللهم اجعل عملي كله صالحاً، ولوجهك خالصاً”.

وقال الفضيل بن عياض: “إن الله لا يقبل من العمل إلا أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي: ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أخلصه أن يكون خالصاً لله، وأصوبه أن يكون موافقاً لشريعة الله..”

وبهذا نكون قمنا بتلخيص كل ما يهم الفرد المسلم حول أقسام العبادة

 

 المصدر:موثوق

Scroll to Top