مجالات العبادات
إن رسالة الإنسان في الأرض هي عبادة الله وحده والعبادة هي كل عمل قول أو فعل يقوم به الإنسان يبتغي مرضات الله سبحانه تعالى إذا بماذا نعبد الله وما هي مجالات العبادات ؟ ولكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف شمول معنى العبادة، وهذا الشمول ينقسم بجزئين شمول العبادة للدين كله وللحياة، وشمول العبادة لجوارح الإنسان وكيانه ظاهره وباطنه.
مجالات فقه العبادات
العبادة هو لفظ جامع لكل الأعمال التي يحبها الله ويرضاها من الأقوال والأفعال الظاهرة منها والباطنة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج، وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وغير ذلك من العبادات وهذه الإجابة على سؤال ماهي العبادة. من العبادات أيضًا هي حب الله ورسوله، والخوف من الله وإخلاص الدين كله لله وإخلاص النية لله والصبر على قدر وقضاء الله وحمد الله وشكره على النعم والرضا بقضائه، والتوكل على الله وطلب ورجاء رحمته وخوف وخشية عذابه.
وهكذا نجد أن للعبادة أفقا واسعة ورحبة ودائرة ضخمة وواسعة فهي لا تشمل الفرائض والأركان الشعائرية من الصلاة والصيام والزكاة والحج فقط إنما تشمل تشمل ما زاد على هذه الفرائض من أنواع التعبد التطوعي من ذكر الله بعد العبادات وتلاوة ودعاء واستغفار، وتسبيح وتهليل وتكبير وتحميد.
والمؤمن التقي هو من يقوم بفروضه وهذه الفروض هي ما تمنعه عن أذية الناس وهي من آثار العبادة على المجتمع فمن العبادة أيضًا حسن المعاملة والوفاء بحقوق العباد، مثل بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان لليتيم والمسكين وابن السبيل، والرحمة بالضعفاء، والرفق بالحيوان، وتشمل أيضًا الأخلاق والفضائل الإنسانية كلها، من صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وغير ذلك من مكارم الأخلاق.
ربما تفيدك قراءة : أنواع العبادة والغاية منها
فوائد العبادات
نسمع دائما عن أهمية عبادة الله، والمسؤولية التي يتحملها كل إنسان ليعبده وحده قال الله تعالى في آية من القرآن الكريم، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات 56) ومع ذلك، فإنه يعتبر عزاءً لمن يجدون عبادة الله صعبًا أن يكون هناك العديد من البركات العظيمة المكتسبة إذا فعل ذلك ولا يمكن اكتساب هذه البركات إلا من خلال العبادة، وهي ضرورية لكل إنسان يرغب في أن يعيش حياة مرضية. التالي نعرفك الهدف من العبادات والنعم التي يمكن أن نتذكرها في الأوقات التي يصعب فيها عبادة الله:
العبادة مطلوبة من أجل السلام الداخلي وتحقيق الذات:
كل روح لديها شغف لا يهدأ وتتحقق من خلال الذكر وطاعة الله وتزدهر أرواحنا.
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -:(مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت))؛ رواه البخاري.
كلما كان العبد أكثر ذكرًا لله – تعالى – كان أكثر إحساسًا، فيرى المعروف معروفًا، والمنكر منكرًا، والحق حقًّا، والباطل باطلاً.
العبادة هي تحرر:
قال ابن تيمية: “السجين الحقيقي هو الذي يغلق قلبه عن ربه العلي، والأسير الحقيقي هو الأسير برغباته”.
من فقه العبادات أنها تشكل أساس الأخلاق:
عندما ترى نفسك كخادم لله وتدرك أن القواعد الأخلاقية تأتي منه، تصبح قيمك ومسؤولياتك وسلوكك أكثر اتساقًا وتعبد الله الذي جعلك قادرًا على فعل الخير.
العبادة تنعش الإيمان:
القلب غير مستقر بطبيعته وعرضة للنسيان والانزعاج الصلاة والوضوء، والذكر يطهران بقع القلب ويبقيها حية ومضيئة.
العبادة تنسق البشر مع الكون:
تم إنشاء الكون بأكمله ليكون طائعًا لله ولخدمة البشر، حتى يتمكن البشر من تحقيق العبادة. عندما نتوافق طوعًا مع إرادة الله، فإننا نعكس الكون بأكمله يتوافق بشكل لا إرادي مع إرادة الله، وخلق الانسجام الذي يفيد البشرية جمعاء.
ربما تفيدك قراءة : انواع العبادة في الاسلام.. لا تقصر في أي منها
عبادات الجوارح
هناك نوعين من العبادات عبادات الجوارح وهي العبادات التي تستلزم حركة وعبادات القلب وهي العبادات القلبية، وسنوضح النوعين من خلال مثالين:
الصلاة:
وهي من عبادات الجوارح التي سميت إيمانًا في القرآن وهي من أحب العبادات لله قال تعالى: ومَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ))[البقرة:143] أي: وأيمانكم هنا تعني صلاتكم إلى بيت المقدس وهي بلا شك أعظم شعب الإيمان العملية الظاهرة بعد الشهادتين ولو تألمنا سنجد عن الصلاة تشمل أجزاء الإيمان الأربعة وهي: قول القلب وهو: إقراره وتصديقه بوجوبها، وعمل القلب وهو: الانقياد والإذعان وتحريك الجوارح لفعل الصلاة وهي أفضل العبادات البدنية وعمل اللسان وهو: القراءة والأذكار الواردة فيها، وعمل الجوارح وهو: القيام والركوع والسجود وغيرها.
الحياء:
الحياء هو عمل قلبي ولا يمكن تصور وجوده في القلب إلا ظهور أثره على اللسان والجوارح ومن خلاله يقاس حياة القلب. وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة منها في الأفعال: قصة الثلاثة الذين دخلوا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في الحلقة، فدخل أحدهم فيها، وأعرض الثالث وأما الأوسط فتردد ثم جلس خلفهم، فقال عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه} أي: إنما منعه من الذهاب حياؤه، فشهد له الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحياء بناءً على فعله، فلو أنه ذهب لقال فيه ما قال فيمن ذهب.
ومثال على الحياء في القول فمنه قول علي رضي الله عنه: كنت رجلاً مذاء، فاستحييت أن أسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله{ فما في قلب علي رضي الله عنه من الحياء منعه من السؤال بنفسه، وهذا مما يعلمه كل إنسان في نفسه؛ أي: متى يستحي وممن يستحي بحسب ما في قلبه. العبادات القلبية أعظم من عبادات الجوارح هو قول غير صحيح فالعبادات كلها تستوي عن الله عند التقوى وإخلاص النية وتمام الخشوع لله أثناء العبادة و مجالات العبادات .