محتوى الموضوع
انواع العبادات الخفية
تبحث عن أعمال تقربك من الله في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، تريد أن تزيد من أعمال وحسناتك وتتقرب إلى الله عز وجل عليك التعرف على انواع العبادات الخفية فالعمل الصالح الذي تقوم به في السر من عبادة وطاعة في الخفاء هي زينة المرء في خلوته، وتكون زاده في دنياه حتي آخرته ولقاء ربه، ومن خلال التقرير التالي ستتعرف أكثر عن العبادات الخفية.
العبادات الخفية
كثيرا منا لا يعرف ما هي العبادة الخفية أو مفهوم الخبيئة وهي عبادة الله في السر والخفاء؛ فهي العبادة في الخلوة يؤديها المرء في خلوة بيننه وبين الله عز وجل، وتعتبر زاده في آخرته، ولا تأتي الخلوة إلا من العبد الذى قلبة وفاض بحبه لرب الكون جل وعلا، فهي يصل في هذه المرحلة إلى مرحلة إنكار الذات ونفسه وإخفاء ما قام به من أعمال، كما
من ضمن معنى الخبيئات إن العبد يبتغي من الخبيئة التجرد إلى الله عز وجل؛ ليتقبل عمله، وأصدق دليل على صدق العبد لله وإخلاصه، هو إن المنافقون لا يستطيعون القيام بالخبيئة، ويدل ذلك إنها لا يتقنها إلا المؤمن الصادق، ومن فوائد الخبيئة الصالحة الكثير من الفضائل والثمرات؛ فهي تكون أحد أسباب لإعانة العبد ومساعدته للثبات عندما
يتعرض للمحت والشدائد، كما تبعد العبد الصادق عن الرياء والسمعة، فضلا عن أنها تكون عند الله أكثر أجراً وأعظم أثراً، وتكون من ضمن رصيد العبد خلال وقت الأزمات، وتكون من ضمن الطرق لطهارة القلب وصلاحه.
ويوجد عدة طرق لعبادات الخبيئة يمكن للعبد ان يؤديها في السر وتكون أحد أسرار بين العبد وربه ومن أنواع العبادات الخبيئة التالي:
- ركعات للصلاة في جوف الليل لم يعلم بها العبد أحد.
- الصوم دون أن يعلم أحد.
- ومن عمل السر أيضاً تلاوة وقرأة آيات من القرآن وختامه سراً دون علم أحد.
- قضاء الدين ومساعدة الأيتام.
- قضاء حاجة من يحتاج المساعدة.
وللعبادات الخفية يوجد بها العديد من الكنوز والحسنات ما لا يعلَّمه إلاَّ الله فلا تغفل عنها، وكان زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالي عنه وأرضاه يحمل كيس من الخبز على ظهرة ليتصدق به بالليل، فهذا كان مفهوم العبادة عند السلف
أما داود بن أبي هند كان يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان يحمل خرازًا معه غداه من عندهم، فيتصدق به على المحتاجين في الطريق ويرجع عشيًا فيفطر معهم، فكانت هذا قصة عن عبادة الله.
قصص عن الخبيئة:
يستطيع العبد صاحب القلب النقي أن يعمل لنفسه خبيئة صالحة تكون بينه وبين الله عز وجل وكان حال السلف الصالح مع الخبيئة أنها ضربوا أروع وأعظم الأمثلة في هذا الشأن، وفيما يأتي أبرز أمثلة على الخبيئة في حياة السلف الصالح :
- كان ابن المبارك حين يقاتل، يضع على وجهه لثاماً؛ حتى لا يعرفه الناس، ورُوي عن الإمام أحمد في أعمال الخبيئة الصالحة بين العبد وربه قال: إنّ ابن المبارك لم يُرفع بين الناس إلّا بخبيئةٍ بينه وبين ربّه جلّ وعلا.
- بقي داود بن أبي هند يصوم أربعين سنةً دون أن يعلم بصيامه أهل بيته؛ حيث كان يحمل طعامه من البيت صباحاً فيتصدّق به، ثمّ يرجع عند العشاء إلى أهله، فيفطر معهم.
- كان بشر بن الحارث -رحمه الله- يقول: إنّ رجلاً يحبّ أن يُعرف بين الناس، لا يمكن أن يجد حلاوة الآخرة.
ربما تفيدك قراءة: عبادات يحبها الله.. إن المحب لمن يحب مطيع
أثر الخبيئة:
العبادة في السر دون أن تطلع عليها أحد غير الله، هي أحد الاعمال التي حثنا عليها الرسول الله– صلوات الله عليه وعلى آلة وصحبه أجمعين – وهو أن يجعل العبد له خبء أي: عمل صالح خفي لا يعلم به إلا الله، فالله – عز وجل – الذى يعلم السر والعلن، وهو علام بكل صغيرة وكبيرة نفعلها، ومن أثار الخبيئة على المؤمن التالي:
ا ـ علامة صدق الإيمان:
يبلغ العبد مرتبه الإحسان العالية عند الله تعالي إلا العبد النقي الذي يؤمن أن الله يعلم بكل سره ونجواه.
2ـ الثبات في المحن والشدائد والفتن:
أن العبادة في السر تساعد المؤمن في الثبات خلال ما يمر به من فتن ومحن، وهي أحد الأسباب القوة التي يملكها لترك سهوات الدنيا والانخراط بالشعور بلذة وجمال العبادات، وانشراح الصدور، والحصول علي التوفيق في القول والعمل.
فقد قال ابن القيم رحمه الله: “الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات”، أما الشيخ الطريفي فيقول عن العمل الصالح في السر ” فكلما زاد خفاء الطاعات كلما زاد ثباتك، كالوتد المنصوب يثبت ظاهره بقدر خفاء أسفله في الأرض، فيقتلع الوتد العظيم، ويعجز عن قلع الصغير.. والسر فيما خفي. “
وقالوا عن المنتكسين في العبادة الخبيئة أن جل المنتكسين عن طريق الحق هم أصحاب ظواهر صالحة، لكنهم أصحاب ذنوب خفية يبارزون بها العليم الخبير ويستخفون بها من العبد الحقير.
وقد قيل في أسباب الثبات في الاستمرار العمل الصالح بالسر: “إن من أسباب الثبات: طاعة الخلوات فيما بينك وبين الله، والمحاسبة فيما بينك وبين نفسك، والصحبة الصالحة فيما بينك وبين الناس”.
3 ـ أبعد من الرياء:
معني المرائي أنه يقوم بعمل ليراه الأخرين، ليمدحوه أو يحمدوه على إحسانه، أنما أعمال أهل الأيمان والصدق فهي لوجه الله عز وجل، فهم يأدون أعمالهم فبي الخفاء عن أعين المخلوقات، وقد سأل أحد رجال حذيفة بن اليمان: هل أنا من المنافقين؟، فقال له : أتصلي إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟، فأجاب الرجل: نعم، ليرد حذيفة بن اليمان قال: اذهب فما جعلك الله منافقا.
ويقول الله عز وجل في سورة (النساء: 142) بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم.
ربما تفيدك قراءة: مجال العبادات القلبية.. كيف ننمي العقيدة السليمة؟
أما من يشكون من الرياء فذلك غالباً لأن عبادتهم الخبيئة في السر قليلة؛ فيقول النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف:” [مَنِ استطاعَ منكم أنْ يكونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عمَلٍ صالِحٍ فلْيَفْعَلْ] ( صحيح الجامع ) صدق رسول الله عليه وسلم.
في النهاية عليك أن تعلم عزيزي أن انواع العبادات الخفية من أقرب العبادات بين العبد وربه، وهي من العبادات التي أوصانا رسول الله عليه وسلم علي فعلها لكثرة ثوابها.
المصدر: موثوق
